أعــمـال الفـنـانـيـن المـغاربة خلال الفترة الانتقالية
في نهاية الثمانينات، انفصل جيل جديد من الفنانين التشكيليين عن سابقيهم، ليطوروا طريقة تفكير جديدة تتمحور حول مكانة الإنسان داخل المجتمع وداخل محيطه. وقد حمل مشعل هذه الحركة كل من المكي مغارة وسعد بن الشفاج ومحمد قاسمي وسعد الحساني. وتتميز أعمالهم الفنية بإدراج أشكال وشخصيات بطريقة مبسطة، وهي تغوص في محيطها التجريدي. وسيطلق على هذا التيار اسم "التشكيل الحر" المغربي. ولايزال موجودا في مجال الإبداع المعاصر.
في سنوات الثمانينات، انتقل الفنانون المغاربة من مفهوم التطور إلى فكرة الفرد وتطلعاته. فالفن ينبغي ألا يكون خطابا متحيزا بل يجب أن يصبح تعبيرا عن الكائن، يلتقي فيه الفنان مع جمهوره. وقد لوحظت هذه الظاهرة عند فنانين مثل موحا بناني، و فؤاد بلمين، و عبدالكبير ربيع، و سعد حسن، و عند عباس الصلادي، الذي يعبر عن نظرته إلى العوالم وإلى الأديان عن طريق ابتكار لغة جديدة، على شاكلة الفنانين السرياليين.