المستكشف الصغير

عندما تريد شراء الهدايا لأصدقائك أو شراء بعض الأغراض لنفسك، فإنك تستعمل النقود. لكن، هل تساءلت يوما من أين جاءت هذه النقود، وما حكايتها؟

في متحف بنك المغرب، ستكتشف ما يزيد عن 1200 قطعة نقدية وورقة مالية قديمة تحكي لك تاريخ النقود...

أصل النقود

قديما، لم يكن للنقود وجود، إذ كانت السلع تشترى بواسطة المقايضة، أي تبادل سلعة مقابل سلعة أخرى. إلا أن هذا النظام كان يطرح العديد من المشاكل، فقد كان من الصعب نقل بعض السلع أو قسمتها، وكان التبادل لا يتم إلا حسب حاجة كل طرف. نتيجة لذلك، بحث الإنسان عن طرق جديدة للتبادل، فقام بصناعة قطع من المعادن الثمينة كالذهب والفضة والنحاس.

وقد تمت صناعة النقود الأولى، التي كانت بيضاوية الشكل، في ليديا (تركيا الحالية) في القرن الثامن قبل الميلاد.

قطعة نقدية ذهبية تم سكها في ليديا على يد الملك كريسوس 

بعد ذلك، قام اليونان بسك قطع نقدية من الفضة، تسمى "بومة أثينا" .

بومة أثينا

وصول النقود إلى المغرب العربي

مع اقتراب نهاية القرن الخامس قبل الميلاد، أدخلت قرطاج (تونس حاليا) النقودَ إلى منطقة المغرب العربي وفرضت على مدنها الساحلية، نوميديا (الجزائر حاليا) وموريتانيا (المغرب)، استعمال عملتها.

وتعود أول النقود المسكوكة في  موريتانيا إلى عهد الملك بوكوس الأول خلال القرن الأول قبل الميلاد. ولم يصبح إصدار النقود، أي تداولها، ذا أهمية كبرى في موريتانيا إلا في عهد الملك جوبا الثاني الذي قام على الخصوص بسك نقود من الفضة والنحاس. ومن أبرز القطع المعروفة في عهده القطعة الذهبية (أريوس) التي تم ضربها بمناسبة زواجه من كليوباترا سيليني.

تتواجد النسخة الوحيدة في العالم من هذه القطعة  في متحف بنك المغرب!

النسخة الوحيدة من القطعة الذهبية (أريوس) التي تم سكها بمناسبة زواج جوبا الثاني وكليوباترا سيليني

خلال فترة الاحتلال الروماني، كانت العملة الرومانية هي المتداولة في موريتانيا تينجيتان (شمال المغرب حاليا). وكانت تشمل الأريوس الذهبي والنقود الفضية، كالقطعة أدناه، التي تم سكها في عهد الملك أغسطس الأول في القرن الأول بعد ميلاد المسيح.

قطعة فضية تم سكها في عهد الملك أغسطس 

الإمبراطورية العربية الإسلامية

بعد سقوطه في يد الإمبراطورية الرومانية ثم الإمبراطورية البيزنطية، أصبح المغرب، في بداية القرن الثامن، تابعا للإمبراطورية العربية الإسلامية التي كانت تحت حكم الدولة الأموية. وللاحتفال باستقلاله عن بيزنطة، قام الخليفة عبد الملك بن مروان بإصدار عملة جديدة لا تحمل أية صورة، وعليها عبارة الشهادتين، الركن الأول من أركان الإسلام. 

درهم من الفضة، أصدره الخليفة عبد الملك

ولادة الدولة المغربية

تم تأسيس أول دولة مسلمة في المغرب على يد الأدارسة، الذين استقروا في مدينة وليلي (قرب مكناس) ثم بمدينة فاس حيث كان يعملون بالخصوص على سك الدراهم الفضية. 

درهم فضي مسكوك سنة 789م. من طرف إدريس الأول 

إمبراطوريات الذهب الكبرى

في القرن الحادي عشر، استولى المرابطون على امبراطورية واسعة تمتد من نهر السنغال إلى نهر إيبرو (في إسبانيا) ومن المحيط الأطلسي إلى الجزائر العاصمة، كما سيطروا على تجارة الذهب. لذلك، فقد كان الدينار المرابطي، المسكوك في عهدهم تحت اسم marabotins، مصنوعا من الذهب الخالص وكان يستعمل على نطاق حوض البحر الأبيض المتوسط كاملا.

الدينار المرابطي "marabotins " الذهبي 

ثم جاء عهد الدولتين الموحدية والمرينية، اللتان ستبذلان المزيد من الجهود من أجل توحيد المغرب العربي.

وفي منتصف القرن الثاني عشر، انتفض الموحدون ضد المرابطين واحتلوا المغرب العربي. فقاموا بمنع تداول كل العملات في البلدان المحتلة باستثناء عملتهم،التي تشمل الدرهم المربع وأنصاف الدينار الدائرية.

الدينار الذهبي المسكوك في فاس على يد المرابطين

الإمبراطوريات الشريفة

ابتداء من القرن السادس عشر، وقع المغرب تحت سيطرة الأسر العربية الشريفة- السعديون ثم العلويون. آنذاك، عرفت صناعة القطع النقدية تجديدا فعليا ابتداء من نهاية القرن التاسع عشر تحت قيادة السلطان مولاي الحسن الأول، الذي استحدث الريال الحسني الفضي وعمل على سكه في باريس ولندن وبرلين.

الريال الحسني الفضي الذي تم سكه في باريس في عهد مولاي الحسن الأول

الأوراق البنكية

على إثر أزمة مالية ونقدية، تم، في سنة 1907، إنشاء البنك المخزني المغربي، الذي سيصبح فيما بعد "بنك المغرب"، بهدف تسوية الوضعية النقدية في المغرب والعمل على إصدار العملة.

وخلال فترة الحماية، كان بنك فرنسا يتولى صناعة القطع والأوراق النقدية المغربية، وقد طرحت أول أوراق بنكية مغربية للتداول ابتداء من سنة 1911  

ورقة نقدية من فئة 20 ريال، تم إصدارها سنة 

بعد استقلال المغرب سنة 1959، حل بنك المغرب محل البنك المخزني المغربي، وقام بإصدار عملة جديدة، هي الدرهم.

ورقة من فئة 10 دراهم، تم إصدارها سنة 1960. 

وفي سنة 1987، تم إنشاء دار السكة، الوحدة المكلفة بصناعة القطع والأوراق النقدية بالمغرب.

ورقة من فئة 10 دراهم عليها صورة المغفور له صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، 1987
إن استمرارك في تصفح هذا الموقع يعني موافقتك على استخدام ملفات تعريف الارتباط. لمزيد من المعلومات، انقر هنا انقر هنا

من أجل استعمال أمثل لهذا الموقع، نوصيكم باستعمال النسخ المنقحة لبرامج التصفح :